هل يجوز ان اصلى وراء سىء الخلق

جاري من حملة القرآن الكريم لكنه يسئ معاملة الجيران ولا يعرف للجار حقا وظاهره يختلف عن باطنه وأحيانا أجده في المسجد يصلي إماما فهل يجوز لي أن أصلي خلفه مأموما ؟

إن الله سبحانه وتعالى يقول :ـ

"هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"

والحافظ للقرآن ينبغي أن يكون قدوة لغيره . وقد ثبت أن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون

وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما عليما، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صياحا

ولهذا فإن الواجب على حامل القرآن ومن على مشاكلته أن يتصف بحسن الخلق ليؤكد للناس أنه حفظ القرآن الكريم وعمل به لأن حافظ القرآن أو العالم الذي لا يعمل كالمريض الذي يصف الدواء والجائع الذي يصف لذيذ الأطعمة ولا يجدها وقارئ القرآن ماهو إلا واحد من البشر فإن تأثر بما حفظ ظهرت أثار تقواه علي أقواله وأفعاله وإن لم يتأثر بما يحفظ أو يقرأ فلا خير فيما يقرأ لأنه قرأ بلسانه ولم يقرأ بقلبه.

وعلي كل حال فإن صلاتك وراءه صحيحة حتى وإن كان مسيئا لجيرانه ويكفي أنه لم يلتزم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" وكل من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره ولا ينبغي عليك أيها السائل أن تحدث فتنة في المسجد حينما تري جارك يصلي إماما بالمسجد لخلاف بينك وبينه أو لسوء معاملته لجيرانه وسل الله له العفو والعافية .